سلوك الوالدين ومشكلات الطفل النفسيّة:
قد يكون لسلوك الوالدين أثر كبير في المشكلات النفسية التي يتعرض لها الطفل، وقد ينحو سلوك الوالدين أحد الإتجاهات التالية:
1- التسلُّط: وهذا يعني زيادة سيطرة الوالدين على الطفل والتدخُّل في كل كبيرة أو صغيرة من شؤونه، فينشأ الطفل ضعيف الشخصية ولديه إستعداد كبير للإصابة بالمشاكل النفسية.
...
2- الإفراط في الحماية: ويعني ذلك القيام بكل واجبات الطفل، والإستجابة الفورية لكل ما يريد، فينشأ ضعيف الثقة في نفسه.
3- النبذ والإهمال: وفيه يهمل الطفل ويترك دون إثابة أو تشجيع في حالة النجاح، ودون عقاب أو تهديد في حالة الفشل.
4- التدليل: وفيه يُتراخى في معاملة الطفل وتربيته، ويستجاب لكل ما يريد، فينشأ الطفل على عدم المبالاة.
5- القسوة: وفيه يستخدم الآباء أساليب العقاب البدني والنفسي بغلظة وقسوة، فينشأ الطفل خائقاً متردداً.
6- التذبذب أو الإضطراب: فالعمل الذي يثاب عليه الطفل من الممكن أن يعاقب عليه، وهنا ينشأ الطفل شديد التناقض، دائم القلق، لا يستطيع التمييز بين الصواب والخطأ.
ومن الطبيعي أن تنعكس هذه الإنفعالات التي يواجهها الطفل في بيته على تصرفاته في مدرسته، فيصبح أكثر عدوانية أو إزعاجاً للأولاد الآخرين أو لمعلّمه، وقد يتصرف بأعمال غير لائقة؛ كتحطيم بعض أثاث المدرسة، أو الشجار مع الآخرين، ومن ثمّ يصفه المعلم بأنّه مشاغب وعدواني، وهكذا تزداد مشاكل الطفل، مرّةً في المنزل، ومرّة في المدرسة، وتزداد مشاكل الآباء بسبب صعوبات الولد في المدرسة، وهكذا تدخل الأمور في حلقة مفرغة، وتتضعضع حال الأسرة، ويلقي كل واحد بمسؤولية ما يحدث على الآخر.